الأحد, 01 يناير 2023 07:36 صباحًا 0 518 0
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب......بين مزار الشيخ الكباشى والغارين .....قضينا احلى ضحوية ليلة رأس السنة
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب......بين مزار الشيخ الكباشى والغارين .....قضينا احلى ضحوية ليلة رأس السنة

اللدنية

فى مقام علوى، قضيت ومعتز ضحوية رأس ليلة سنة ٢٠٢٣م،مع أحفاد الحبر الفهامة والعالم العلامة الشيخ إبراهيم الشيخ عبدالوهاب الكباشى عليه الرضوان فى منزل دفع اللـه أحد وجهاء منطقة الشيخ الكباشى شمال الخرطوم بنحو ثلاثين كيلومترا، اذ استجبت بالإنابة لدعوة صديقى معتز حسين رجل الاعمال المتكامل لمرافقته لهناك لتناول الإفطار بمنطقة الشيخ الكباشى فى بيت حفيده رجل المال والأعمال والبر والإحسان دفع الله من دعا كعادة السودانيين نفرا من اهله ليعز بهم ضيفه معتز منفردا وما عجبت لاعتزازهم بمقدمى دون دعوة وطيرهم فرحا لعلميتهم بمحبة والدى لجدهم الأكبر الشيخ الكباشى وزياراته الليلية لمقامه آلاف المرات ولكل مرة قصة وإعجوبة، ولحظى العظيم درج والدى على اصطحابى فى هذه الزيارات الخالدة والمنارات المضيئة  بقواف من العلوم اللدنية والباطنية، واتيناه من لدنا علما والمعنى نبى الله الخضر ورحلته مع كليم الله النبى موسى الذى لم يطق صبرا على ما لم يؤت منه خبرا وضاق ذرعا، سبحان الله نبى لم يحتمل ما لدى صنوه  من علم لدني تسبب فى فراق بينهما فما بال اللدن بين البشر إذ ينكر بعضهم على بعض نكرانا لدنية وباطنية خفية لمفارقة يرونها فيهما للعلمية المستوحاة من النقل والعقل بالبرهان والاستدلال، والنكران يمتد قدحا لمن يدعون إلمام بها ولقبولها يدعون للتخلى عن العقل والنقل وحسبان غيرها من المستدل عليها لفهم العامة بينما اللدنية هى لأهل الخصوص بلا نصوص و لصفاء القلوب الذى يقوم واسطة لمعرفة ما يجهل به الآخرون عن رب العزة بالإيتاء من لدنه علما، فالانقسام البشري بين أهل السنة والجماعة يبلغ فى الشأن حد إطلاق صفة الزندقة فارسية الأصل تعبيرا عن قدسيتهم  على كل من يستبطن علما غير المستظهر، جدلية التحاور فيها وغيرها بأريحية  المتصوفة و استدلالية العقلانية، يوسع المدارك ويفتح الآفاق للحوارات العميقة دونما تسرع ومخالفة صريحة لقطعية النصوص وسد لأبواب الإجتهاد ومعجزة الكل  القرآن كتاب الإسلام القائم انتشاره بلا إكراه على لغة وأدبيات العقل وأدواته الحجة والإقناع والإجتهاد لا كما اديان سلفت انتشرت بالمعجزات الحسية والروحية.

الضحوية

وبعيدا عن الجدلية فى سيرة الشيخ إبراهيم الكباشي عليه الرضوان المنتقل فى ١٢٨٦هجرية، فقد ولد باتفاق المؤرخين سنة ١٢٠٠هجرية بمعتوقة بالجزيرة الخضراء لاب14 عركى وام جعلية نافعابية، ويعد رضوان الله عليه من أشهر مشايخ عصره وصاحب قدح معلى فى المجتمع السودانى بنشر علوم الدين بالتنقل عبر البلدات وديار الكبابيش التى خلف فيها بصمات خالدات هى مرد الظن انها مسقط رأسه، ولأنه رجل امة تنقل من بلد لبلد ومن فجاج لفجاج ليستقر بها فيرحل عنها حتى استقر به المقام فى موطن أبنائه واحفاده  الكباشى اصحاب السبع صنائع والنفوذ الدينى والروحى والمجتمعى والتراثى والثقافى والإقتصادى والقدرة على رفد السودان بطاقات بشرية مميزة وبموارد طبيعية وعملية كبيرة، ومنطقتهم الكباشى وان تحتفظ بتاريخية القرية هى الآن مدينة كاملة الأركان وقابلة للتطوير عاصمة روحية ومزارا للمحبين والمريدين وللسياح للوقوف على معالم ومظاهر ملهمة، فللشيخ إبراهيم الكباشى غاران تاريخيان انقطع فيهما للخلوة والعبادة أحدهما جبليا شرق مزاره على بعد خمسة وعشرين كيلومترا حقيق بالزيارة والآخر داخل مسيده التاريخى تحت رعاية وكنف أبنائه خلفائه من بعده من استشهد منها اثنان فى حقبة الثورة المهدية التى سبقها الشيخ الجليل إبراهيم الكباشى من تقف شواهد على ثوريته ضد الحكم التركى بتحريض الناس على عدم الخضوع والركون وأخذ حقوقهم غلابا وكما ناهض بقوة فرض الضرائب تعسفيا من قبل الحاكم التركى، فللثورية السودانية مخزون روحى وتاريخى مستمد من أمثال شيخنا الكباشى عبقرى آوانه، فحسبنا نظرة لاختياره مقرا مقامه الحالى، تكشف عن عقلية رجل الدولة، فمدينة الكباشى بما فيها من تزواج بين البداوة والمدنية إنما بسبب موقعها المختار بعناية جوار النيل لترقد بعيدا عن مرامى فيضاناته وعن سكة ومساقط سيول وأدوية جارفة حتى تظل للناس شاية وراية وفراخة للصالحين والفالحين من السالكين والكرماء والنبلاء من نعول عليهم للقيام بأدوار مفصلية فى ظرفنا الحالى يستوحونها من إرث أبيهم التالد بالثورية والروحية والعقلية أس قيام الدولة بأريحية على نواميس الحرية المنة الإلهية وروافدها السلام والعدالة  مكنونات ومعانى أسماء الجلالة، لم يزل أبناء شيخنا الكباشى على العهد يوفون ولا يظلمون سيرة خالدة ولا أنفسهم ولا أحدا متحفزين متشمرين لاستقبال الناس فاتحين قلوبهم قبل ابواب بيوتهم، غمرونا بكرم الضيافة اولاد الكباشي وصديقي معتز حسين على زين العابدين حفيد أشهر مناظرى الشيخ أبوزيد فى زمانهما، وأطعمونا من طهى الكباشية عصيدة باحلى ويكاب وشواء إبل وضأن ومباشرة ولا أطعم من قدحهم العظيم، فقضينا احلى ضحوية ليلة رأس سنة بين المزار والغارين.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق