الاربعاء, 15 يناير 2025 02:18 مساءً 0 68 0
" قطر وترسيخ ثقافة الوساطة في العالم "


سبق وأن وعدت القراء الكرام بالعودة لموضوع منتدى قطر للوساطة 2024 ودبلوماسية الوساطة. وجاء وعدي عندما تناولت في حلقتين منتدى الدوحة الذي انطلقت نسخته الأولى في الدوحة عام 2001، وأصبح اليوم حدثاً سنوياً يعقد في العاصمة القطرية. ويُعد من أكبر الفعاليات العالمية في مجال الشؤون الدولية المعاصرة. ووقفت عند النسخة الثانية والعشرين (7-8 ديسمبر 2024)، ووصفتها بأنها مثلت قفزة في سلم تطور المنتدى لعدة أسباب، منها ما أكده معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في كلمته الافتتاحية للمنتدى. بأن منتدى الدوحة قد تجاوز كونه فضاء لتبادل وجهات النظر، ليصبح منصة عالمية لمواجهة التحديات العالمية. كذلك تميزت النسخة الثانية والعشرين من منتدى الدوحة، لهذا العام، بأنها الأكثر حضوراً منذ تاريخ انطلاقته، حيث بلغ عدد المتحدثين أكثر من 350 متحدثاً ومتحدثة، وحضر فعاليات المنتدى أكثر من 4600 مشاركاً ومشاركة من أكثر من 140 دولة. وتميز كذلك منتدى الدوحة لهذا العام، بانطلاق منتدى قطر للوساطة 2024، بالشراكة مع منتدى الدوحة، وبتنظيم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني. وهنا تتجلى القفزة في سلم تطور منتدى الدوحة، كون منتدى قطر للوساطة 2024، يؤكد على صحة رؤية دولة قطر ونجاحها تجاه دبلوماسية الوساطة، ويكشف عن تطور دورها في الدبلوماسية الإنسانية.
ومن خلال رصدي ومتابعتي لتلك القفزة في سلم تطور منتدى الدوحة، زرت في فندق الشيراتون معرض الوساطة الذي أطلقه في الدوحة مكتب الإعلام الدولي، تحت عنوان "الطريق نحو السلام" في السابع من ديسمبر، وذلك على هامش منتدى الدوحة 2024. جاء المعرض ليحكي تاريخ دولة قطر في الوساطة، وليأخذ الزوار في رحلة راهنة وممتعة عن قطر كوسيط، مستعرضاً دورها الحيوي في تسهيل المفاوضات وتعزيز السلم والأمن الدوليين. وتم اختيار الشيراتون، كما تقول أدبيات المعرض، لأنه شهد العديد من أبرز جهود الوساطة القطرية، التي حقنت الدماء في الكثير من أنحاء العالم. وكان سعادة الشيخ ثامر بن حمد آل ثاني، رئيس مكتب الإعلام الدولي، قد صرّح خلال افتتاح المعرض، قائلاً: "يسرد معرض "الطريق نحو السلام" تاريخ دولة قطر في الوساطة والتزام الدولة بالحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، يهدف المعرض إلى إبراز التأثير الإيجابي للوساطة في مختلف المناطق حول العالم، وكيف يمكن أن يسهم حل الأزمات عن طريق التفاوض والحوار في إنقاذ أرواح الأبرياء". وأضاف سعادته مشيراً لدور المعرض في إلهام الأجيال القادمة من الوسطاء، ودوره كذلك في تنمية الوعي لدى الشباب حول أهمية التفاعل الدبلوماسي، وفي هذا إشارة لتعزيز المواطَنة المسؤولية، أضاف سعادته، قائلاً:  "أمل أن يتيح المعرض للزوار فهماً أعمق لهذه العملية الدبلوماسية الحيوية، وأن يلهم الجيل القادم من الوسطاء، مع نشر الوعي بين الشباب حول أهمية التفاعل الدبلوماسي."
لقد نجحت الدبلوماسية القطرية في تحقيق إنجازات كبيرة في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، عبر "دبلوماسية الوساطة" بين الفرقاء سواء كانوا داخل دولة واحدة أو بين الدول المتجاورة والتي تعيش حالة من الصراعات أو الخلافات. والوساطة في معاجم اللغة العربية تعني "التوسُّط بين فريقين لتسهيل اتِّفاق، ووَاسِطَةُ قَوْمِهِ: مِنْ أَفَاضِلِهِمْ، وأَخْيَارِهِمْ". وتنطلق دولة قطر في اسلوب "دبلوماسية الوساطة" من إرث الثقافة العربية الإسلامية، كما سيرد التفصيل لاحقاً، إلى جانب المبدأ الذي تضمنه الدستور الدائم لدولة قطر 2004م، والذي ينص في الباب الأول، المادة (7)، قائلاً: "تقوم السياسة الخارجية للدولة على مبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين، عن طريق تشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وبما يتفق مع دور الدولة في حل تلك المنازعات على المستويين الإقليمي والدولي من خلال الوساطة والحوار، وما يستلزمه ذلك من الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون مع الأمم المحبة للسلام". ونتابع الحديث في الحلقات القادمة .
ننقل هذا المقال والذي سطرته الدبلوماسية عائشة محمد الرميحي لانه يمثل دولة قطر التي تبرز وجهها المتحضر لترسخ لثقافة الوساطة في العالم ولتحقيق السلام الإنساني وباذن الله سننقل ما سيسطره يراعها تباعا تحقيقا للمنفعة العامة والثقافة الراسخة لهذه الدولة الناهضة ولما فيه مصلحة الشعوب ورفاهيتها واستقرارها .


عائشة محمد الرميحي الدبلوماسية حاصلة علي ماجستير القانون الدستوري جامعة لورين فرنسا

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

Hassan Aboarfat
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق