*في الوقت الذي تواجه فيه بلادنا انسدادا في الافق السياسي واحتقان غير مسبوق في تاريخها جراء الصراع على السلطة والاستقطاب والاستقطاب المضاد ،في هذه الأجواء المحتقنة تطل مبادرة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وزعيم الطائفة الختمية لتشكل ضوء في نفق الأزمة وذلك لعدة أسباب.
*اول هذه الأسباب مايتمتع به مولانا الميرغني وحزبه وطائفته من ثقل سياسي معتبر وثانيها التجارب الكبيرة والمعرفة التي يتكئ عليها مولانا الميرغني في دهاليز السياسة السودانية التي خبر دروبها لسنوات وعقود طويلة أطال الله في عمره ونفع به البلاد والعباد .
*وايضا تأتي أهمية المبادرة ومؤشرات نجاحها في أنها لم تلغي المبادرات الاخرى بل تعزز من المشتركات وتدعو للوفاق الوطني بشكل واسع يستصحب كل الاراء الوطنية.
*وكما قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الأستاذ حاتم السر في حديثه لاخبار اليوم ان المبادرة التي اطلقها مولانا الميرغني لاتحمل في بطنها الحل بل تسعي للوصول اليه بجمع الناس في قاعة حوار واحدة والنية أن تصل بنا إلى السودان المدني الديمقراطي الحر الآمن الذي يؤدي فيه الجميع دوره الدستوري بلا زيادة ولا نقصان ويضيف السر أن الميرغني أراد بمبادرته التي دفع بها في الملعب السياسي السوداني المضطرب أن يساهم في وضع السودان علي طريق المستقبل والسعي لانهاء حالة اللا استقرار الحالية التي لازمت البلاد منذ انفصال الجنوب وتبعات الانفصال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأشار السر بوضوح الي انه منذ اندلاع ثورة ديسمبر والبلاد غارقة في الازمات .
*الأستاذ حاتم السر والذي يعتبر من القيادات ذات الوزن والحجم الكبير في خارطة الحزب الاتحادي ويعتبر من المقربين مم مولانا الميرغني أبان وأفصح عن تفاصيل المبادرة ولا ينبئك مثل خبير فقد قال بوضوح أن المبادرة غير منحازة لأي جهة وميلادها يأتي انطلاقا من موقف الميرغني السياسي المنسجم مع موقفه الأخلاقي والإنساني ونصها ليس مقدسا والمطلوب منها بداية الحوار وأشار الي أن مولانا قال بوضوح لقيادات الحزب انه يجب أن يكون همنا الأول والأخير السودان والاوطان قبل الأحزاب ووطن بلا سياسة خير من سياسة بلا وطن .
*للقارئ الكريم ان يقف عند هذه النقاط والتي تبين بجلاء الرؤية العميقة لمولانا الميرغني وحرصه علي الوطن والتلاقي والتوافق الوطني وتقديم هذه الغاية علي ماعداها حتي الاحزاب والأشخاص.
*مبادرة الميرغني تستبطن التوافق علي الحد الأدنى لأنه من غير الممكن اجماعا في ظل هكذا حالة من الاستقطاب والاحتقان وتدعو لرفض الكراهية والتكتلات العدوانية والاقصائية وتركز بشكل اساسي علي دعوة نخب السودان السياسية والمدنية لتوحيد الكلمة لتولي المسؤولية وتحديد مصير البلاد وتهيئة البيئة للانتخابات ورفع المعاناة عن كاهل المواطن وتركز بشكل رئيسي علي الحوار السوداني السوداني لتأسيس دولة المواطنة المتساوية وإدارة الفترة المتبقية من اللانتقالية بكفاءات مستقلة غير حزبية تهيئ البلاد للانتخابات .
*قالها مولانا الميرغني وقوله قول فصل ينطلق من حرص علي الوطن وخبرة ودراية حيث قال (طريق المستقبل يبدأ بالنظر الي الأمام والاوطان قبل الأحزاب واذا لم ينتبه القادة لهذا الأمر لن يجدوا مايتقاتلو عليه).
* ليتنا ننتبه لهذه النصائح الغالية والمشفقة والتي تأتي من شخصية لها وزنها السياسي والاعتباري وتأثيرها في كل الحقب ،اذا ادركنا هذه المعاني علينا جميعا دعم مبادرة الميرغني والبناء عليها لنتجاوز هذه الأزمات التي تحيط بالبلاد لأنها تمثل خارطة طريق واضحة المعالم ماينقصها الالتفاف حولها من الجميع والله الموفق.