لا نفتر مذكرين انفسنا وغيرنا بأننا لازلنا سودانياً نشكل دولة ولا نفتأ محذرين من المساس بالثوابت والقواسم المشتركة التى دونها التلاشى والإنهيار والإرهاصات بين الجنبين صياحة،وكوارث الطبيعة مطرا وفيضانا وسيلا فى كل عام من صنع بشر مفاقم لغضبتها ولولا رافة خالق لقضت على كل كبد رطب واخضر مظلل ومثمر،وفى عامنا هذا فحدث ولا حرج ببلوغ الدحروجة منتهاها فى المناقل المدينة الإستثناء بالإهمال وبئيس الصراع الإنتقالى الأسيف معقب ثورة اختطفها من اختطفها من افواه دولة الجياع،غياب أركان الدولة يتضح بجلاء فى المأساة ويفتضح بتبادل الإتهامات بين من كانوا على انتقالنا الأول قائمين و بين من لازالوا على الصدور جاثمين و على وزهرات الجاسمين،هذه دولة وليست عبطا ولا حانة للتلافظ والتلاسن المشين،وإلغاء الدستور السارى قبل السقوط والإبقاء إضطرارا على القوانين للتسيير لأنها دولة، ولكأنما بالإبقاء لشئ فى نفس جلمود، ولا نود لأسافيرنا لاننا بعض منها التحول لبارات واندايات مفتوحة للبذاءة يستعصي معها إخراس ألسن سُكاراها وحياراها من يسهل إسكاتهم قبل فى الخمارات البلدية والإفرنجية متى خرجوا عن النص بالقوة والفطرة السوية وهذا تشبيه مقتبس عن خبير عالمى مُستفز بفوضى بذاءة عوالم التواصل التقنى المفتوحة على كل المصارع وضحاياها كل بشر سوية، إقرأوا لإمبرتو إيكو من كتاب الحداثة ربما اللاتينية ما لخص به أم الأزمة الإنسانية العالمية الحالية وتفاقمها وقد اقتبست مما كتب:
فلا نود لسودانى وللإنسانية إنطباق تشبيه إيكو بعبسية وسائل التواصل بمقدرات أمة تمرض ولا تموت، فككل الأشياء الأسافير ووسائل التواصل سلاح ذو حدين ذابح وناحر وفائد ونافع وكيفية الإستعمال ونوعية المهمة تفرق بين الحدين فلا يختلط الحابل بالنابل كما هو الواقع والحاصل ماسا وضارا بكينونة بلد ثائر اهلها وشبابها لأجل غد أفضل ثورةً عابثٌ بها متلاعبون بالمصائر متخلين عن الضمائر إشباعاً حد التجشؤ للشهوات ورخيص الرغبات، واشعال الثورات واخمادها لايتعارض مع الحفاظ على المكتسب الأول الدولة ولا استمرار عملية البناء كما هو حالنا الماثل بين الثائر والخامد وبينهما هاهى المناقل تغرق ومدن غيرها بعاصمتها تعبث بها الكوارث للغياب التام لفعل يشابه الدولة الكيان وتحل ردود الفعل وتسود بتسابق من هنا وهناك لا يمت لعمل الدولة بصلة إلا من هذا المظهر وذاك بسمات تحمل البريق من الآمال لئلا تتكرر مآساة المناقل والمكالياب والغرزة ووادى السدير والعيساوية شرق مثالا بوجود دولة واضحة المعالم قوية الاركان ببوصلة لتحديد الوجهات العامة لتحتمل اندلاع الثورات وتمتص سوءات الديكتاتوريات والشموليات،هى المعادلة المتعقدة دون وصول اطراف الصراع العبثى لخطوات الحلول رغم طول البقاء فى الفصول وكثرة الدروس،ولايعقل بل منتهى الجنون تعطيل اعمال الدولة الرئيسة حتى الوصول لتسوية بين من يمشون اليوم او الغد لمصير معلوم او قدر محتوم بينما تبقى الدولة،فالأيام بين الناس دولٌ فى الحياة الدنيا وتولى الحكم اصل من عموم المداولة التى نفشل فيها بامتياز ولو أحلنا الإخفاق بذات الحماسة لنجاح فهذا لعمركم منتهى الإمتياز،لا يمنع العمل على الحفاظ على ثوابت الدولة وحماياتها وتأمين مصالح اهلها من يعيشون مرة ولا يتعارض لو متقون مع الحراكات الجماهيرية المُغنى كل من روادها على ليلاه دون تسبب فى إغراق المناقل وحلول الكوارث بالإهمال المريع للثوابث عند التعامل مع ملفات لا يصح العبث بها ولو يقوم على حكمها وإدارتها شيطان رجمه ممكنا وليس مستحيلا دعك من إنسان ولا أضعف، لا نبرئ الأنفس مما قال إيكو ولا نسقط تشبيهه على زيد وعبيد مالم احدهما اوكلاهما دون سائر الخليقة يُسقط او معا يسقطان بثورة ذاتية اوغيرية.