حتى أنت يابروتس! عبارة يوليوس قيصر فى مسرحية جوليوس سيزر لوليام شكسبير،العبارة الأشهر لاستنكار الخيانة مطلقا بعيدا عن فصول تراجيديا واحدة من روائع الأدب العالمى، القيصر يشهد قبل موته الخيانة من قتلته،خيانة غير متوقعة لا تتالى الطعنات،ومجتمع أحسبه صديقا سودانيا مصغرا قرب منتجع دوسة بشارع النيل خاننى يوم نهبتنى 9 طويلة على مرأى منه ولم يحرك واجما على غير ما اعتدنا تدخلات محسوبة ومغامرة من ذوى الشهامة والمروءة لإغاثة ملهوف ولإعاقة مجرمٍ رعديد يغافل لا كما 9 طويلة يصارح ويعاند بين محتج ٍ ومحتاجٍ،وجوم المجتمع من حولى أحسست فيه طعنة خيانة بروتوس للقيصر،عدم تحرك شباب قربى للقبض أو حتى القيام بمحاولة لتعطيل المتهجم الخاطف وبتخليه عن روح السوداناوية هزمنى وحسبت وجمته كخيانة بروتوس لقياصر قيمنا ومثلنا من المروءة والشهامة،متاحا جدا عرقلة ذاك الوغد و بروح التعاون في متناول اليد لولا خيانة بروتوس،فلو تكالبنا مجتمعين لأوقعنا بالسفيهين،تراخينا تشجيع للأوغاد للقيام بعملية خاطفة أخرى جوار البرج،أمننا المجتمعى مسؤوليتنا فيه تعظُم على واجب شرطتنا العريقة، والتراخى الفردى وعدم إرتفاع الحس الأمنى كما تراخيت وصاحب الكنتين من صورته كاميرا المراقبة منهمكا فى مطالعة جواله كحالى يوم نهبتى،فكلانا يبدو غشيما عن تحولات تستدعى يقظة أمنية ذاتية بمثابة شرطية مهمة لكل مواطن لا يمكن أن تتوافر عليها كبار الدول والعالمين عددا،شرطى لحماية كل مواطن، فلو قمنا بهذا الدور الأمنى الذاتى بدوام التحسب لخطر ما بنا محدق ومختبئ فى ركن قريب وقصى واستدعينا روح مجتمعيتنا لحماية بعضنا بعضا لأكملت شرطتنا الناقصة بتجربتها المهنية العريقة،هى ليست تبرئة مطلقة لساحتها التى يشوبها ما يشوبها وما حدث فقد حدث! بعد عملية نهبتى، النيل الخاطف،قصدت القسم الشمالى التاريخى الثانية صباحا للإبلاغ عن الواقعة فاطمأننت وقوة القسم بنبطشيها العظيم مستيقظة على أهبة الإستعداد لتلقى البلاغات والقيام بهبات للتعامل مع أحداث مختلفة ومفاجئة،ما أفصحت عن صحفيتى لضابط الليلة وجنده لما وجدت من اهتمام وتجاوب سريعين خاصة من الفردين المساعد شرطة محمد آدم التوم وفرد المباحث سامى محمد عبدالرحمن من هرعا لموقع النهبة ،غير هذا علمت لاحقا من مصادر أخرى ذات صلة باستعادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية والنظامية مجتمعة ألفين من الجولات المنهوبة بواسطة عصابات 9 طويلة منذ تطاولها بمد الألسن و النزعة الإحرامية استغلالا لثغرات الفترة الإنتقالية لكن الشرطة تتأهب باستعدادات من وراء الكواليس لقطع دوابر هذه الألسن ولقم عصابات 9 طويلة وزيرو قصيرة حجارة عاصفة بالعون المجتمعى على النحو الذى ترسمنا بعضه اجتهادا،المقال المخطوف داخل جوالى سأستلقطه حبة و رويدا واتسقٓطه بين رحاب مستشفى الشرطة التعليمى لطب وجراحة الفم والأسنان الأكبر فى الشرق الأوسط،لن أدع المقالة المخطوفة وهى بعد ليست هباء منثورا بل صرح عملاق يشهق من بين أحضان مستشفى الشرطة خدمة طبية لمنسوبيها ومن قبلهم كلية المواطنين تماما كما لو كانوا خريجي كلية الشرطة والقانون بجامعة الرباط الوطنى التى خرجت بالأمس دفعة متوثبة من ضباط دورة الزمالة 17 تحدى،سوبا تلونت بالزى الشرطى استقبالا للحدث اللافت بمقر كلية الشرطة،مقر يحدث عن عقلية متقدمة،بدت الشرطة قوة ضاربة مريعة لكل 9 طويلة ومرعبة لكل متطاول على عراقة قابلة للمراجعةو الإصلاح والتعزيز إقرارا بانسانية التجربة وبشرية الممارسة،الشرطة حال إستواء الإنتقالية على جودى الوفاق والإستقرار تكتمل استقلاليتها وقد شرعت بالتفرغ لأداء واجباتها المقدسة بعيدا عن ساسة يسوس بقيادات معدة بعناية وبعد التخرج بالدورات المستمرة حتى سدرة منتهى وإرساء قواعد متينة تتحمل تبعات التقلبات والتحولات،تستحق الشرطة ما أوردته فى المقال المخطوف من وحى افتتاح مستشفى الأسنان الثورة الطبية والصحية،تلك المقالة التى اختطفها بجهالة وغدا 9 طويلة وقد اكتمل بنيانها وبقى على التشطيب ولم يبتلعها النيل بين أحشائه كما فعل مع صحيفة العملاقين الراحل منهما أبوبكر وزيزى من تدوذنت أخبار اليوم بكتاباته حينا من دهرها ودكتور الإعلام وخبيره وفذه صلاح محمد إبراهيم الذى بمقالات منه متفرقات يوما تطرزت أخبار اليوم،صحيفة الإتحاد السياسية المستقلة التى أصدراها فى حقبة ديمقراطية الإمام الصادق المهدى عليه الرضوان،وللإتحاد هذه قصة كنت ممن عاصروها صحفيا بعد إختفائها فى ليلة فى ظروف غامضة ومجهولة حتى يومنا والمتهم الوحيد النيل طويلة وال 9 لم تكن يومها ذكرا مذكورا وستصبح بتدابير تضامنية نسيا منسيا،تدابير تستأصل شأفات الخلافات السياسية والحزبية مرد الهيمنة النظامية الإضطرارية الواعد قادتها بالتفرغ لمهامهم الجسيمة متى أصبحت ممارسات مختلف القوى السياسية سليمة من أذية الخلافات والصراعات منتجة ضحايا 9 طويلة المنتقلة من خطف الجوالات لأشياء أُخر مثل مقالتى المخطوفة التى توشك الشرطة على استعادتها حتى لايكون مصيرها كجريدة الإتحاد المفقودة منذ تلك الليلة، اختفاء يحير حتى يومنا أبناء دفعتى إسماعيل آدم وجمال عبد القادر البدوى من بادر بالاتصال مكفرا بعد نهبتى كما فعل كُثر و سبقه مباشرة الشيخ الصوفى الجليل عوض السيد كركاب وتلاه التشكيلى الجهبذ راشد دياب،الكل يستنكر ويدين ويدعو لتضامن سودانى ضد كل 9 طويلة،ولربما تعيد الشرطة مقالها،المقال المخطوف لكن يصعب كشف مكان سقوط أو إختفاء صحيفة الإتحاد كما ذكرنيها صديقى جمال البدوى،والقصة أن الإتحاد،بعد الإنتهاء يدويا من تصميمها الذى يعرف صعوبته وتسببه فى توتر رهيب كل من عايشه من جيلى وسلفى،يحملها بعد منتصف كل ليلة الموترجى من مقرها بالخرطوم للمطبعة ببحرى الصناعية صفحات ورقية للتبليت و الطباعة،الحمل غالبا عسيرا،لما بلغ الموترجى المطبعة حاملا جهد يوم لفرق عمل متعددة، لم يعثر على الصحيفة بسرج الموتر فعاد أدراجه وتم استنفار المحررين بمواترهم لتمشيط كل مواضع الإختفاء المحتملة، حتى سلك المطار الشائك بحسبان الهواء جرفها لهناك فالتصقت به ولكن لا عثور على الضائعة ،لم يتركوا شبرا محتملا الا خشم بقرة لو وجدوها لفعلوها لصعوبة انتاج عمل صحفى مرتين طبق الأصل،فدعوها بعد يأس وحسرة طى الإختفاء مخمنين التصاقها باطارات طائرة مقلعة أو سقوطها فى النيل محملة بكل ما يلذ ويطيب من موائد معدودة بعناية،لا أدرى لماذا ذكر المقال المخطوف البدوى باختفاء الإتحاد،فما أصعب وأقسى يا صديقى واتحادنا اليوم هو المخطوف.