السعودية والأرجنتين
استمتعنا رياضيا وكرويا غير متعصبين بمباراة لا ظلم فيها قاضياها بشر وفار اعترافا بصعوبة تحقيق العدالة فى تتبع ماراثون لإبراز القدرات البشرية بين المنتخبين الإنسانيين المحترمين السعودى والأرجنتينى،لن أصف هذا بالعربى وذاك باللاتينى تعزيزا لهدف الفيفا السامى توحيد النفوس الآدمية عبر التنافس الرياضى الشريف مثالا ونموذجا لترقية الحياة الكوكبية على سطح الأرض الدائرية،وكرة القدم على صلابتها مطاطية دائرية، والتشابه قدريا بين الأرض الأصل وكرة الركل طبق الأصل كأنما لتعزيز معانى عدالة التداول وبرهان على الخسران بالسير بغيرها ورهان،والسعودية تفوز على الأرجنتين بقيمة التداولية الحديثة وليس التاريخية،الحداثة تاج وقمة العدالة الأرضية التى مهما تأخرت وتطاولت بالدائرية تبلغ،فالعدالة معاصرة وليس كل معاصرة حجاب ،وليست بكتاب من بين الأربعة لتقدس تشريعا يجب المستجدات، و قبل متابعة المباراة الإنسانية فى مونديال قطر،كنت بصدد التعليق على خبر أبرزته بعض الصحف عن براءة رجل الأعمال الشهير فضل محمد خير أحد ملاك إمبراطورية إقتصادية سودانية شاملة خاصة من التهم فى قضية شركة تاركو التى بها تكون العدالة أو لاتكون بعيدا عن المحسوبية والنفوذ اللتين بهما تضرر ومنهما السيد فضل من تطرقت لسيرته منقبا عن الحقيقة فإذ هى مخالفة لما يثار ضده من إتهامات بلا أدلة بغية إخراجه من الدنيا والملة والدين وفى ظل أنظمة متعددة مما يعنى أنه ليس على وفاق مع أى منها فكيف تتهمه هذه بموالاة تلك لمجرد أنه جمع ثروته فى عهدها،هذا بافتراض كل من يحكم ويغتنى فى عهد مغاير حرامٍ وفاسدٍ ؟ مما تنقبته مثلا فى سيرة فضل بين المتهامسين أنه جاهل علم بينما فى الواقع يحمل درجة فوق الجامعية ليس من سبب ليدور بها بين خلق الله،وكما استوقفنى توظيفه لعدد هائل وفتحه دوما فرصا للعمل غير أيادٍ ممدود بالجود والممدود لمن هم فى الحول . لم أنقب دفاعا عنه ولكن كرهى لشيوع الظلم بالشبهات دافعى،ويوم يثبت بالدليل عنه فساد فانى له بالمرصاد ،هو غياب التداول السلمى للسلطة برضاء جامع لازلنا نفشل فى الوصول إليه،فيختلط حابلنا بنابلنا ولانعرف صالحنا من طالحنا فنتخبط دواليك وعلى هذا المنوال نشيع الظلم ونفقد دروب العدالة!
عدالة وعدالة
العدالة ليست ضد تصاريف القدر،قدرية السيد فضل أن عمريه الزمانى والعقلى نميا طبيعيا فجنا ثروات وأموالا بالتزامن مع وجود نظام متهم كل من لم يمت وعمل فى ظله بالفساد الا ممن يحبون، وكدأبنا وعادتنا أن كل صاحب نعمة محسود و حرامٍ وجاهل ومرتشٍ ورعديد و عليه تسرى وتنطبق كل صفات الموبقات،ولو أن السيد فضل من يتهم كل مرة ويُؤخر عن مباشرة أعماله المتعددة مجرد مفلس ومعدم لبقى نسيا منسيا وصحائفه بيضاء من كل سوء إتهام مؤذٍ ولو تعقبه براءة وحكم قضائى تبقى بعده فى الذاكرة المجتمعية الوصمة من كل بصمة عريصة إتهام تبدو كأنها معدة تلفيقا واثباتها دوما عدم!ظاهرة ترصد الأثرياء وربطهم بالممارسات الفاسدة تنتشر بلا أدلة قاطعة وقرائن أحوال حاسمة وتتسبب فى إضعاف دوائر الإقتصاد وقوامه هم رجال مال وأعمال كل مرحلة،مصيبة لو أن مرآبا كبيرا، تخيره الناس فى كل مرحلة حكم وعهد لتخزين أنفسهم حتى نهاية حتمية مهما تأخرت خشية جمع مالا وثروات ولو بالحلال يعقبه اتهام جاهز بالثراء المشبوه والحرام، ولو دخل كل متوجس خشية إتهام طوعا المرآب ليخزن طاقته خشية تبدد ما اجتناه هباء منثورا،لما وجدنا رجال مال وأعمال بيننا دعامات لكلية الإقتصاد،فلو أضفنا سنوات النظام السابق مثالا لأعمار المعاصرين من اختاروا مرٱب التخزين خشية اتهام مضمون،فهم بعد السقوط هرمين أعجاف بشر بينما خبثاء غيرهم من واصلوا الأعمال متذبذبين مجاهرين ذرا للرماد فى العيون بالعداء مكونين الثروات وجامعين الأموال بالاستفادة من وراء جدر بعباءات حربائية براء بينما وسطهم مفسدون منجاتهم اللعب بالبيضة والحجر التى لايجيدها من يسهل اتهامهم الآن بالسبعة وذمتها ومن يعملون ممارسة لحقوقهم الطبيعية يقعون فى خير ٍ تعمل شراً تلقى!
العدالة كما الرياضة احتمال و صبر،والحياة مباريات منافستها لا تتوقف،ومباريات كرة القدم يشكو القائمون عليها من الظلم وجور الحكام قضاة التنافس الجاري ومن يحكم بينهم بالحق تهزم مساعيه لتحقيق العدالة ممارسات خفية،فلذا لجأت دولة الفيفا لتحكيم الفار ايمانا بعدالة الأجهزة التقنية وعلو كعبها على البشرية،الفار ذاته مثار جدل،و القضاء جالس وواقف ربما يتطلب اللجوء لتقنية الفار،عدالة التبارى الرياضى رهينة بكسب القدمين كما فى مباراة الأرجنتين والسعودية والأخرى لما يتوافر من أدلة،فالعدالة معطيات وواقع وشواهد توافر عليها السعوديون على مرأى من الناس والفار فكسبوا بها، فالعدالة لو بالتاريخ الأرجنتين أحق،الشاهد ليس للعدالة وجه واحد وقانون كما الصنم أبكم عن النطق ومن شرعوه يموتون فيحكم بشرائعهم والدنيا تتبدل وتتقدم،أعجب والله لمشرع يدين بقانون متهم حتى يثبت براءته والعجب يزداد والقانون السارى مسنون تحت كنف سلطة بعد زوالها بالفساد والإفساد متهمة،ليست عدالة الإدانة فى مرحلة الإتهام حتى حين براءة لايعلم مداه أحد فى ظل تجاذبات ومحاكمات سياسية،هى نتف وخواطر تعن وتلح من وحى اتهامات أشبه بالإدانات كالتى يقع تحت طائلتها رجل الأعمال فضل محمد خير خسائرها فادحة وللسمعة خادشة وللأعمال معطلتها عن تنميتها وتوستعها وربما تخرجها عن سوق المنافسة، فلنفرق بين عدالة يفرضها الواقع وأخرى تبسطها اتهامات ينبغى ألا تتم بها إدانة معنوية إستباقية الا بعد قطع وجزم حفاظا على طبيعة الحياة وعدالتها رهينة بتداولها بالتى هى أحسن.