الأحد, 26 فبراير 2023 11:42 مساءً 0 511 0
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب .. خارج صندوق الأزمات وزقاقات السياسيين NILE pOINT إسترخاءة على امل
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب  .. خارج صندوق الأزمات وزقاقات السياسيين  NILE  pOINT إسترخاءة  على امل

ابورزقة

تحفل كتاباتنا بلعنات التيئيس وتخييب الرجاء بينما المأمول دوما وخيرا  أصل الحياة و الإحتفال، وبرحمة من عند الله، هناك من يفكرون خارج صندوق الأزمات وزقاقات السياسيين ويفسحون عنوة للإسترخاء، وانا صاعد برهق الركب درج احد  غرف معمارية مثلث إلتقاء النيل العظيم، امامى امل ابوالقاسم صاعدة بخفة الشباب ورشاقة الحسان، فزدت من معدل سرعة الصعود إلى سدرة منتهى مخدع و ملتقى النيلين محفوفة بالزجاج غلالة شفافة عن اجمل نقطة إلتقاء ولود، وانت هناك يعصف بك إحساس الهدر السياحى و شارع النيل ساحة للنهب والسلب وتسعة طويلة وحملات تفتيشية وبؤر شيطانية تعاود العبث قبل ان تقفل أرتال الحملة راجعة للثكنات، ورجعى الميرى للثكنات ليست طوفة ونزهة تتطلب كنس وتنظيف البيئة من كل الأسباب والدواعى للعودة للعبث الخشين تارة اخرى، وفرطنا لجهلنا فى كل هبة من النيل ومجريه جل وعلا ما فرط فيه من  دعة وجمال واسترخاء وشئ، وظللت منذ ريعان الصبا والشباب الاول متصور قيام برج مقرن النيلين عند نقطة الإلتقاء منارة سياحية فريدة حتى قيام الساعة تبز كل برج وصيحة وصرعة، سجلات دار الوثائق لو تحتفظ بكتاباتنا على مر قرن إلا عقد من الزمان خير شاهد و دليل على جهادنا السياحى ومحاربتنا لهدر موارذنا الذاتية الطبيعية الثرية، ذات امسية أمدرمانية ساجية، صديقى ودفعتى عبدالرازق عبدالرحمن المحاضر بجامعة بحرى جوبا سابقا فى فنون اللغة الإنجليزية، يدعونى لمشوار، هذا فى مطالع تسعين القرن الماضى،فاستقللنا من محطة الشهداء بأمدرمان بصا عاما قاصدين الخرطوم مبتغى ابورزقة كما كنا نناجيه، لم اساله على غير عادتى عن الوجهة المرادة وبطبعى عصى على القياد وسط احباب العمر الجميل، ولكنى يومها قررت تحديدها مع ابورزقة العزيز النبيل والرفيق المدهش بالمعرفية والثقافية فى ديننا وأخرانا،  فقد قطع لاجل مشوارنا الذى اجهله المسافة من أمبدة محطة الإنسانية لقلعة سرور وبدورا وجوهرا،ولم اسأله حتى يومنا اقطعها ماشيا أم راكبا، فما اعرف مثله ماشيا، المهم لما عبرنا كبري النيل الأبيض، وقف صاحبى الاثير طارقا بظرفه للسائق للتوقف قبالة منتزه المقرن العائلى من جهة الجنوب قبيل الهيلتون وقتها وكورال اليوم بقليل، منتزه العميد بابكر ابوالدهب من ايقونات قواتتا المسلحة واشهرها زمن نميرى،ففى ما اعلم هو صاحب قدح معلى فى قيام هذا المنتزه الصيحة بمواقيت عصره والعادى يومنا بمعيار موقعه الإعجوبة، يقف الآن منتزه والسلام ويشكر من يقومون على إدارته بما هو متوافر لهم والنهوض به من حالة القعود عمل دولة ولكن اين هى؟ ما علينا.

وقفت خلف ابورزقة متأهبا للترجل وإياه عن المركبة البص السياحى فى محطة موحشة ومظلمة، ولعلنا اثرنا فضول الركاب وتساؤلاتهم عن وجهتنا فى هذه المنطقة المهجورة الا من زرع بروس ومسيس ماء كل موسم .

المهندس

لم اسأل ابورزقة عن وجهتنا إلا بعد ان قفز فوق حواجز النهر الأسمنتية مطالبنى بتقفيه متجها قبالة الفضاء المترامى شمال غرب الهيلتون والدنيا ليست بالمقمرة، أجابنى ابورزقة بكل صرامة وجدية بأن الهدف من الرحلة الليلية معاينة نقطة إلتقاء ومجمع النيلين الأزرق ودهشتها، حتى هنا واستوقفته ويومها حالة جنون ضبط المجتمع إنقاذيا على اشدها وخشيت ان يظنوا بنا الظنون من اعلاها لأسفلها وليس من إنس ولا جن غيرنا فى ساعة لن يصدقانا بأننا فى رحلة صيد لمعاتقة مقرن النيلين يا امل، فاثنيت ابورزقة عن الفكرة وعبرنا الأسفلت للجهة الأخرى لاستغلال البص قافلين ومن سنتها لم يدعونى انس ولا جن لمعاينة اللحظة الاطول والادوم مقرن النيلين الذى نعبره يوميا ولانعيره اهتماما ولا النيل بمجمعه فى مقرن النيلين يا امل، وانى على يقين ان عملات صعبة اهدرناها غافلين و فاشلين فى استدراج خواجات آخر العمر من ينفقون مكافأت ما بعد الخدمة فى السفر لبلاد الله للفرجة والمتعة، ولو اسمعناهم يا امل بأن برجا عاتيا يقوم هناك عند ملتقى ومجمع البحرين الابيض الهادى والأزرق العاتى لاستبقوا تدفق النيل قبل التعانق ولمناظرة شفق الاصايل ، ولكن انى نسمع وسط جعجعة السياسيين البائسين بلا طحن، ولكن بركتنا فى الحسينة عائشة السمراء مليكة الإعلام الخاص بوزارة الإعلام واجتهادها لدعوتى والحبيبين الباقر عبدالقيوم وامل ابو القاسم لزيارة NILE L POINT وحضور حفيلات الإفتتاح،وهناك يا صديقى ابورزقة عاينت مالم نعاينه سويا قبل خمسة وثلاثين سنة، وليلتها لو تتبعتك لاكتشفت فى امسى الجميل بأنى واياك وقفنا عند ملثقى ومجمع للنيلين من بنات تهيؤاتنا، ولو سألونا الجماعة ليلتها لالقوا القبض علينا وبفضيحة ام جلاجل، ذلك ان نقطة التلاقى فى الجهة الاخرى يا صديقى، ولا ادرى كيف سيضحك بعد عبوس طويل دفعتنا وعمدتنا ودكتور اللغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية و السودانيات النظيرة محمد سعد عمر  من شبع ضحكا على مغامرتنا الفاشلة تلك والتى ظل يطالبنى بحكيها كل احتاج الضحك والابتسام، كنت ولازلت بيننا تقدميا العزيز ابورزقة، ليس من ثقافاتنا الشائعة دعوة بعضنا لتأمل فى مشهد ومنظر كطلوع الشمس وغيابها عند ملتقى النيلين بلا خذعبلات من إياها، ولكن الآن دعوة للتامل يطلقها المهندس محمد إبراهيم احمد المدير العام لملتقى النيل بوينت السياحى وقد اقامه ملاصقا ومجامعا منتزه المقرن العائلى من جهة النهر لوحة معمارية تشف عن نقطة تلاقى النهرين ومقيما مسرحا معاكسا للقاء الفريد، مسرحا لكل المناسبات العامة والخاصة ومسرجا للتامل فى لحظة عظمة على عظمة اقام للإحتفاء بها عن قرب وبعد حجرات زجاجية مطلالة تبلغ بها عيناك نقطة اللقاء حيث جلست....

فهب إلى هناك واستطعم واستلذذ وكلم الدنيا والعالمين مسترخيا متسللا عن مقرن النيلين وامل وسلمى.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق