لن يستطع حاكم من كان ديكتاتوريا وشموليا وديمقراطيا او حتى انتقاليا مجهجها كما حالنا اليوم، ان يفكر فى معاداة ابدا دعك من مجرد النية لقطع العلاقات مع مصر مهما معاديا لها مجاهرا كان دعك من مجرد مجار لحملة مقاطعة لحظة فورة و لخشية من زوال او لمطمعة فى مغنمة، وقبل واثناء وبعد تخلق الدولة السودانية الحديثةبلمسات فرعونية وخديوية ولاحقا ثنائية مع بدايات القرن التاسع عشر، تعثرت بقرة العلاقات بين البلدين غير مرة أشدها فى حقبة الثورة المهدية وفى فترة حكومة الإمام الصادق المهدى التى قامت بإلغاء إتفاقية الدفاع المشترك والتكامل واستعاضت بقطع ورقة توت لستر سوءة وعورة وضع غير طبيعى عنوتها بميثاق الإخاء الذى لم يكن وباجماع المراقبين والناقدين والمؤرخين غير ورقة عديمة النفع و الجدوى لكنها لم تتطور ولحكمة الإمام لعداء بائن كما بلغت فى تسعين القرن الماضى إبان عنفوان نظام الإنقاذ لحين من الدهر لتوجهاته المصبوغة دينيا واتهامه بمحاولة اغتيال مبارك،ولعل هذه الحقبة العنفوانية الإنقاذية وفترة الإمام الإلغائية ومع مراحل اخرى غوغائية عدائية،خلفت مرارات فى نفوس سودانية وعبأت جيل يحمل روح عدائية تجاه مصر مشحونة بحملات نقدية تهدأ كما الموج وتفور وتعيش حالات من المد والجزر، حملات تصور مصر بالأناني تجاه السودان وانها تتخذ منه مخزنا خلفيا للموارد ومسرحا بريا ونيليا لإنشاء المشاريع الإستراتيجية خصما على الفوائد والمنافع السودانية وموئلا يوما لتتمدد عددية نسمتها مقابل إحتضان اقلية من العددية السودانية واتخاذها لاحقا مطية للعبور الكبير وتبريرا، فهذا وذاك وهذه وتلك من مسببات استدامة حالات المد والجزر السالبة فى نهر العلاقات بين البلدين وتكلسها فى الصورة المهزوزة الحالية لغياب الدراسات النقدية الموضوعية والمتجردة ولاندساس روح الشخصنة والإنطباعية بين متن جل الكتابات حول العلاقات بين البلدين، تأرجح تسبب ولازال فى تعطيل قيام كونفدرالية او شتى من الصيغ والصور لكفالة استثمار الموارد والثروات وفقا لدراسات مشتركة تضع فى الحسبان الإنسان فى المقام الأول وتنظر للفوارق سكانية كانت ام جغرافيا بما يعود بالنفع للاجيال القائمة مع حفظ حقوق القادمة دون تغول مع فتح مساحات للتمييز بالقدرة على العطاء والإسهام فى حياة غير القادرين على المجارة وهم بالضرورة موجودون هنا وهناك، ذلك أن نسب النمو السكانى متفاوتة وليس سرا ولا حكرا أن الميزة التفضيلية مصرية وهذه هبة من عند الله، وهاهى مصر الآن تحتضن ملايين السودانيين هذا غير المسافرين الذين تشهد على تدفقاتهم التجمعات الشبابية امام ساحات القنصلية هذا غير طلبات الأهل والمعارف التى تبلغنا تترى لنحملها عنهم للتأشيرة بالقنصلية التى نجد منها كل التقدير والحرص على تقديم افضل ما لديها للسودانيين، ولو مصر اليوم محضنة آمنة لملايين السودانيين المقيمين فيها مواطنيين تفاديا وهربا من مخمصة لزوال بحول الله وبالتعاون الصادق بيننا فى المقام الأول ومن ثم مع المصريين بلغة تبادل المنافع والإفساح المقنن المشترك فى المجالس وبعيدا عن ادب خلق مشاكلنا وتصديرها لمصر ولغيرها متسع للغرف مما عندنا، فالمحابس مسألة وقت ليس إلا لتفرض بعد شدة و ضيقا واقعا بشريا لامناص معه غير التعاون والتآزر بالحسنى ودونه الإقتتال بالكره، التعامل مع الفرضيات ينبغى ان يغلب على روح التشاكس والتنافر عديم الجدوى، وكما فليكن مشروعا مخاطبة القضايا المشتركة وما يدور عن الأراضي المستلبة وحلايب على راسها وكل ما يعتقد انه شأن حساس ليتم فض هذه النزاعات بالحسنى فى إطار الشراكة المفضية لقيام دولة النيل الكبرى مع حفاظ كل طرف بالخصوصية وان انفتحت أواصر أوسع للتواصل والتصاهر يتشكل معها جيل عريض منتم للدولتين، الحل المثالى، ممكن جدا لو خلصت النوايا وارتفعت روح الوعى بأهمية مد جذور التعاون والتواصل وسقياها بالمحبة استعدادا لمراحل تجابه تحدياتها الأجيال اللاحقة وتتغلب عليها بالمعايشة الكاملة بإقامة المشاريع التكاملية المفقودة وما أكثرها وأوسع غرفها الخالية التى يتوسد مساندها متكئا على أسرتها الفراغ العريض فى فضاء العلاقات بين البلدين، ولملء الفراغ الإنتقالى السودانى تتقدم مصر بمبادرة بل دعوة لتوسعة الإتفاق الإطارى لم يصطبر عليها من يريدون للعلاقات البقاء فى دركات التأزيم لا درجات الإنفراج وهذا منتهى البغاء والغباء وبكل الحسابات والمعطيات لن يدعك عالم اليوم هكذا غير مستفيد كسودانى من موارد وثروات هائلة يفتقر إليها جل سكان الأرض فى عالم يبلغ فيها التطور مداها و التعايش المستمر وعلى مدار الثانية بتقنية السيبرانية المنتقلة للميتفيرسية والمعزول عنها مفقود ولو عن الجار السابع دعك من الجار ذاك، والجار مصر كنت شاهدا على قلقه بحب يوم اختتام قوى منا حوارا سودانيا سودانيا بالعاصمة الإدارية بعيدا عن القاهرة العاصمة السياسية الام وعن اى تدخل منها عدا الإشراف على الضيافة وقد وقفت عليها كأم العروس قيادات مصرية معتبرة حرصا على خلق الأجواء بقلق باد من التحركات فى ردهات فندق الماسا البديع، ولازالت مصر عن بعد وحب تتبع حال السودان خشية على الامن العام والشامل والمصير المشترك مع التيقن بصعوبة هناء دولة فى ظل شقاء الاخرى.