الخميس, 13 ابرايل 2023 01:17 صباحًا 0 564 0
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب ..فى شارع البلدية ..إفطار فوق لدايات مناوى الثلاث
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب  ..فى شارع البلدية ..إفطار فوق لدايات مناوى الثلاث

 


مطرقا متكئا على عصاه، بقسمات بين صارمة وعابثة، ينصت الفريق اول ركن البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالى والقائد العام مائلا قبالة منصة خطابة أفطار الفريق ياسر العطا الرمضانى،مرخيا السمع لارتجالية المهندس خالد عمر من المجلس المركزى القحتاوى احد من وقع معهم العسكريين باحرف أولى على الإتفاق الإطارى،ومن حالة وجه المتابعة لاتبدو توافقية بين المتفقين البرهان وعمر، الإرتجالية لم ترق للجنرال مما تبدى من ملامح وجهه وقد انفرجت منها الاسارير اثناء مخاطبة القائد أركو مناوى حاكم إقليم دارفور بمنطوق اتفاقية سلام جوبا رئيس حركة تحرير السودان واحد أشد المعارضين للإتفاق الإطارى والمقسمين على رؤوس الأشهاد بعدم مروره إلا فوق جمجمته وعلى جثته، الجنرال شارك البعض المدعويين التصفيق لمناوى والتصفيق ضرب من الإتفاق والتوافق، مخاطبة مناوى فى إفطار العطا لغتها تصالحية و مقدمتها تحية الحضور بتراتبية مهمة لإدارة شأن الدولة فى مرحلة غياب القانون وسيادة الأدارة بالاعراف،القائد مناوى يبدو فى نسخته الإنتقالية مختلفا ومتصالحا مع الذات والآخرين بهذه الروح التى تشد انتباهة كثيريين ليسوا معه ولا ضده، فهو لايضمر شيئا معبرا عما يجيش بدواخله شرا وخيرا وينال الإستحسان من تتبع من شرائح مختلفة لرفضه العودة للحرب ولحرصه على مشاركة الجميع الا من يثبت إجرامه محملا الانظمة المتعاقبة المسؤولية بنسب متفاوتة ولا يستثنى نفسه وحركته ومن ورائهم كذلك من يحملون حقائب من المظالم بينما بلغ هو ورفاقه شارع البلدية مرتين بالسياسة المسلحة إضطرارا وليس إعجابا ولا يرغب فى فرض رايه ولا موقفه على حساب الآخرين،منتهى المسؤولية، يحصر مناوى خصومته السياسية فى ساحاتها ويحرص على الابعاد الإنسانية ويفاجئ الجميع بلغته التصالحية تجاه حتى الإسلاميين متناسيا مرارات مرحلة ما بعد اتفاق سلام ابوجا ودخوله القصر مساعدا للرئيس فى ٢٠٠٦م، كنت من الشاهدين على تلك الحقبة والحملة الممنهجة لشيطنة القائد مناوى بالسخرية احيانا وبالتهكم مرات وبالاتهامات وانبريت مدافعا عنه وداعيا لتقديره ولو لم يفعل غير التوقيع على اتفاق سلام ابوجا الذى احدث اختراقا وفارقا فى حرب دارفور ميدانيا وديوانيا وتلقيت اتصالا من احد إخوته لعله حسين يشكرنى على موقفى تجاه ابنهم والشكر ينم عن ادب اسرى راق،ولم يجد فتيلا القائد مناوى وتسعفه سياسة النفس الطويل والصبر المرير ليفر مجددا للغابة تاركا منصب المساعد غير مهتم بعدها بحملات التشهير، هذا تاريخ وكسب يسهم فى إنضاج شخصية مناوى السياسية الحالية ومن قبل المجتمعية ،ويحسب لصالحه إقباله على مفاوضات سلام جوبا وتوقيعه ولو لم يفعل لكسب بالممانعة ولأراح نفسه وحركته من حالة هذه العنعنة واللكننة، أذ هذا تأكيد على مقته للحرب ومجه للقتال بين ابناء البلد وقد ذاق مراراته وجرب ويلاته، وكما لانضمامه لركب سلام جوبا، دعم لثورة ديسمبر الشعبية وتعزيز لإنجاح الفترة الإنتقالية بتوسيع مواعين المشاركة ، اتفاقية جوبا تحققت بها لحركة مناوى مصالح وكما نالتها الأضرار بحسبان قدحها معلى فى إسقاط النظام ولكنها قبلت بروح القائد المتصالح مع الجميع بالانضمام لحكومة الإنتقال راضية بتقزيم دورها لاجل دعم الثورة وقد تصدرتها كما اسماها هو أحزاب اربعة طويلة، معلنة التصالح سياسة ونابذة للإقصاء ومتخذ التوسعة ادبا حتى تجاه الإسلاميين عموما وعضوية الوطنى و قياداته التى لايثبت ضدها ما يرقى سببا لإقصائها مطلقا، هذه الروح فتحت ولازالت ابواب جهنم على القائد مناوى ولكنه لازال مصرا على سياسة التصالح والعفو والتسامح ويوقد لها لديات بشارع البلدية الذى حل فيه بإمرة إتفاق ابوجا ٢٠٠٦م لسنوات معدودات قبل أن يتمرد ثانية والآن يستحلف من حوله بعدم دفعه ومن معه لخروج آخر غير حميد العواقب، الإستحلاف هذا اطلقه من مقر إقامته الحالية بشارع البلدية بنفس الدار الذى اقام فيه مساعدا للرئيس الاسبق البشير، ففى هذا الدار أقام القائد مناوى امس حفل إفطار لنقابة الصحفيين امه رفقاء المهنة وأضدادها من ضفة اتحاد الصحفيين من حضروا بدعوات ربما خاصة ونقابة الاخ ابوراس هى اس ورأس الدعوة وقد لقيت أحتفاء لافتا من مناوى، والنقابة لو محسوبة بصورة واخرى على المدنيين والإطاريين منهم،فصحفيو الإتحاد المجمد والصامتون محسبون على العسكريين من يبدو القائد مناوى وحركته إليهم اقرب ، فلذا لاحتفائه بنقابة الصحفيين معان تؤكد على حرصه للتعامل مع الجميع، كل الوجوه الصحفية موجودة فى مائدة مناوى الرمضانية، لا إقصاء فى ادبيات احد رجال المرحلة الصادقين فى نبذ الحرب وعدم العودة لها وقد جرب مرارتها ولا يود تكرارها ولو على الخصوم، بمنتهى المسؤولية ولساعتين ويزيد مناوى يضع عددا من الرسائل الإيجابية فى بريد الصحفيين لتحقيق غايته الكبرى إنضاج حلته، حلة المصالحة والعفو والتسامح لإيقاف حالة الإنحدار المستمرة والتى يتوقع معها حدوث كل ما هو سئ فى دارفور وما يتردد عن بروز حركة تمرد جديدة ونمو وتطور نوعى فى ممارسات وسلوكيات تسعة طويلة بدارفور ، ويسخر  مناوي من تعاملهم مع امور الدولة والقانون معطل لسنوات بسبب الخلافات والتقاطعات بعيدا عن النظر فى امهات قضايا الأزمة السودانية الآيلة فى حركة الإنحدار من لدن الإستقلال ولم تبلغ بعد سطحا للتوقف والسكون، لغة مناوى الإنتقالية ليست ضد احد ودعواته موجهة لمن ينتقدونه ويعارضونه املا فى أن يلقى بسهمه إعانة للأمن والإستقرار ويعول كثيرا على الإعلان السياسي باتفاق كافة الأطراف والذى يعنى موت الإتفاق الإطارى وقد تم التوقيع عليه بعده كحل للخروج من اصعب الازمات وعلى حد قوله لايمكن للإطارى أن يكون حيا والسياسي حيا كذلك والنتيجة الحتمية ديمومة الصراع العقيم الذى لن يكون ولودا إلا بحوار مثمر يتسامى فوق الجراحات والمرارات ويعلو على المحاصصات ويتعامل مع قضايا الإصلاح العدلى والامنى بتؤودة وافق مفتوح حتى الوصول لاتفاق وسيع المواعين، يؤكد مناوى تجردا فى إفاداته للصحفيين والإعلاميين ويكشف عن وساطات يقومون بها للتهدئة بين العسكريين وبالتواصل مع المدنيين من أجل الوصول لمنطقة وسطى و دافئة تجنب السودانيين مصيرا اسود.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق