السبت, 04 يناير 2025 10:28 صباحًا 0 64 0
استعمار بعد 69 عاما من الاستقلال
استعمار بعد 69 عاما من الاستقلال

ا
 

صحيح سجلت صفحات التاريخ أن بلاد السودان التي استعمرت من دولة بريطانيا العظمى تحررت وترافقا ومغادرة المستعمر الإنجليزي رفرف علم الاستقلال لتسع وستين عاما بالتمام والكمال والمستعمر الذي جاء من خلف المحيطات والأنهر والجبال رغم أوجاعه التي لا حصر لها هل كان رحيما عطوفا علي اهلها حيث خلف أرثا تليدا ومنارات علم ومعرفة يكفي جامعة الخرطوم المصنفة عالميا و التي أطلق عليها كلية غردون .. وهناك بقلب السودان مشروع الجزيرة الزراعي الذي جعل من القطن محصولا اقتصاديا ينافس بامتياز في بورصات العالم وبغرب البلاد حيث الصمغ العربي والثروة الحيوانيّة التي يصعب حصر اعدادها .. وبنية تحتية بطول البلاد وعرضها حيث تمددت خطوط للسكك الحديدية والبواخر النيلية والخطوط الجوية وكثير انجازات ثقافية ووجدانية في تلك الأزمان الغائرة في التاريخ لكنها بقيت ملكا للبلاد التي ظلت تحتفي بالانعتاق من الإضطهاد والخنوع والمذلة لان ابناؤها تصدروا ادارة دفة البلاد وامسكوا برسن ومقود سفنها لتعبر للامام حرة أبية .. فشلوا نعم ونجحوا ايضا فالكمال لله وحده .
وها هو الاول من يناير ٢٠٢٥م يهبط فاذا انفاس الحرية تختنق والعلم الذي رفرف عاليا وسط الامم ينحني وتتكسر ساريته الصلبة .. ايادي غدر وخيانة قذرة حد النتانة تغتال الامهات تحت نظر أبناؤهن ويسلم البراعم الصغار ارواحهم جوعا وعطشا وإباء اشتعل الشيب برؤوسهم يسلموا ارواحهم قهرا ووجعا حين لا يملكون القدرة علي حماية بناتهن العفيفات الطاهرات من المستعمر الجديد الذي يجاهد ليكسر النخوة والإباء ..يسرق يغتصب ويهين تراب الارض الطاهرة ..
ان المستعمر الجديد الحقود الذي لا نبت أصيل له ولا إنسانية بجوفه دمر الارث والموروث انه لم يأتي من خلف البحار بل نبت محلي لكنه شيطاني بغيض ..
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة ان ما يعادل ربع سكان البلاد البالغ عددهم ٤٧ نسمة نزحوا وعلقت أيمي بوب المدير العام للهجرة بقولها " تخيل أن مدينة بحجم لندن يتم تهجيرها " هذا غير مقتل ما لا يقل عن ١٤ ألف نسمة
وبسبب التجاهل الاقليمي والعالمي حيث لا خيام ولا مساعدات إنسانية تحولت مدارس كثيرة في المناطق الآمنة لمراكز تأوي النازحين، و11 مليون تلميذ كان يجب أن يكونوا في المدارس، غابوا عنها وأكثر من 3 ملايين طفل في المراحل التعليمية الأولى -الصف الأول والثاني والثالث ابتدائي- هم عرضة الآن للأمية بسبب الغياب الطويل عن مقاعد الدراس .
وقرابة مليون و100 طالب من طلاب الشهادة الثانوية مصيرهم غير معروف بعد تعذر إنجاز الامتحانات للجميع والتي كانت مقررة في مايو 2023.. برغم ذلك تقول الاخبار ان طالبة سودانية
قطعت رحلة شاقة بدأت من مدينة أبشي في دولة تشاد مرورًا بالعاصمة نجامينا وأديس أبابا وبورتسودان وصولا إلى مدينة عطبرة. وهناك، تم منحها رقم جلوس يتيح لها المشاركة في الامتحانات ٢٠٢٤م .. أنه شعاع وأمل طالما هناك من يجاهد لأجل علم طفلا وطالما بيننا من تعرض روحها للمخاطر لاجل حيازة علم وشهادة ..
عواطف عبداللطيف
Awatifderar2@gmail.com

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

Hassan Aboarfat
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق