تحليل سياسي ــ اخبار اليوم

بعد لقاءات عقدها المبعوث الاممي الخاص فولكر بيرتيس دامت اكثر من شهر في اطار المشاورات التي يجريها مع القوي السياسية المختلفة للوصول الي توافق وطني ينتظر المراقبون نتائج مقابلات فولكر مع النخب والمكونات السياسية ومدي اسهامها في الوصول الي تفاهمات تقضي بازالة الاحتقان السياسي المشتعل منذ قرارات الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي (1) دور الامم المتحدة في امكانية تقديم حلول للمشهد السياسي في حد ذاته اثارت جدل وتباين فالقوي السياسية والمسوؤلين واخرهم البرهان في حواره مع لقمان وقبل حميدتي في خطاب ظهر الجمعة الماضية اكدو بان دور فولكر مجرد مسهل وليست مبادرة كما تم الترويج لها في الايام الاولي من طرح فولكر لامكانيه مساهمته بحلول عبر مبادرة كما سميت انذاك غير ان الاوضاع السياسية اختلفت خلال فبراير الجاري مقارنة بالشهر الماضي حيث ان الازمة السياسية فيما يبدو في طريقها للحل عبر توافق وطني وهو ما بدأت مؤشراته تظهر بوضوح في اصرار المسؤولين علي ضرورة حل وطني جامع (2) دخول اطراف اجنبية لرأب الصدع بين الاطراف المختلفة بالمشهد السياسي جلبت السخط والجدل معا فما بين من يعتقدون بان دخول فولكر والامم المتحدة هو بمثابة تدويل للقضية السودانية فان قوي سياسية وابرزها المؤتمر الشعبي كانت لها راي اخر وهي ان دور فولكر هو بمثابة وسيط مسهل وليست مبادرة ومع تسارع وتيرة الاحداث وتشكيل حكومة تصريف مهام والتلويح بالانتخابات الرئاسية وتراجع وتيرة التراشق الاعلامي وايضا تشرذم قوي الحرية والتغيير والانشقاقات التي طالتها فان حظوظ مبادرة الوسيط الاممي تراجعت كثيرا حيث يري المراقبون بان اسباب تراجع دور الوسيط فولكر يرجع الي عدة عوامل ابرزها عامل التاخير والتطويل الذي لازم مبادرته حيث انها اخذت زمنا طويلا وبالتالي لم تقف الاحداث السياسية عند مشاورات المبعوث الخاص للامم المتحدة بل وتجاوزه الكثيرون (3) وبحسب مراقبون سياسيين فان الساحة السياسية قد تشهد احداث سياسية جديدة واختراقات تكون بصبغة محلية فقط دون اللجوء الي خيارات اخري مثل الوسيط الاممي او الدور الافريقي عبر موسي فكي والاخير كان هنا في الخرطوم والتقي رئيس مجلس السيادة ونائبه وعدد من القوي السياسية ، واشارو الي ان خيار الانتخابات الرئاسية الذي المح اليها البرهان في حواره مع لقمان قد تكون احد اقوي الحلول التي قد تنجح بالاضافة الي ان فولكر انتهي من تشاوره مع الاطراف وبالتالي لم يكون بعد او يبلور فكرته الامر الذي قد ياخذ زمنا لن تتوقف فيه الساحة السياسية ولا القوي والمكونات في ان ينتظره حيث ان رمال المشهد متحركة بوتيرة سريعة تمضي الي حلول اخري قد تتجاوز الوسيط الاممي