الخرطوم _ اخبار اليوم
بعد مرور اكثر من ٤ اشهر لا زال الراهن السياسي معقد ولم تفلح حتي الان رغم كثرة المبادرات لجمع الصف الوطني ان تصل الاطراف المتنازعة الي صيغة توافقية لقيادة البلاد الي بر الامان في ظل تردي متسارع للوضع الاقتصادي جراء التجاذبات السياسية
(١)
وعلي كثرة المبادرات الرامية لاحداث وفاق وطني يجمع الفرقاء اخرها مشروع حزب الامة الذي اعلنه رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر عن ميثاق جديد مرتقب يجمع قوي سياسية ومدنية وطرق صوفية عوضا عن جهود مبذولة من شخصيات وطنية بجانب مشاورات الوسيط الاممي فولكر التي اثارت جدلا واسعا كلها لم تفلح في رتق الوحدة الوطنية لقيادة ما تبقي من عمر الفترة الانتقالية التي وصفها الغالبية بالاسوأ والاصعب
(٢)
فولكر ذكر امس الاول في تصريحات صحفية عن ملامح المرحلة الثانية من العملية السياسية التي اطلقتها الامم المتحدة غير ان الرجل ذكر جزئية مهمة وهي ان الخلافات ليست محصورة بين المكون العسكري والمدني وانما هنالك تباينات بين مكونات الكتلة الواحدة مشيرا الي ان بعثته ترغب في المحصلة النهائية للوصول لحوار سوداني سوداني تلعب فيه الامم المتحدة دور المسهل.
المناخ السياسي الحالي والتي تمخض عنه اثار سالبة اثار حالة من الاستياء العام لدي المواطنيين حيث باتو يحملون الساسة مسوؤلية ما وصلت اليه احوال البلاد ولعلها باتت اجابات ثابتة لدي الغالبية من السودانيين خلال النقاشات عبر المنصات الاجتماعية وجلسات التسامر المباشرة وذلك بسبب ما يصفونها (انانية النخب وتغليب المصالح الحزبية)
(٣)
القيادي بحزب الامة القومي الفريق صديق اسماعيل قلل من حديث فولكر وقال : التباينات بين المكونانت الواحدة معلوم للقاصي والداني وزاد :
اذا كان لدي فولكر مبادرة يقدمها للشعب بصورة مباشرة دون الاكثار من التصريحات والاراء وتابع : فولكر يضيع وقتنا
واضاف صديق بان التردد المستمر في التعامل مع القضية الوطنية بجدية هو ما اوصل البلاد لما يجري الان داعيا كل الفاعلين بضرورة المساهمة للعبور نحو الوفاق الوطني وتجاوز الخلافات لمعالجة قضايا مصرية مثل الاقتصاد
َوبالمقابل يري خبراء سياسيون بان عدم الجدية وتغليب المصالح الحزبية هي السبب في عدم الوصول الي تفاهمات لقيادة ما تبقي من عمر الانتقالية عبر تسمية رئيس الوزراء وحذر الخبراء من مغبة استمرار الراهن السياسي علي الوضع الحالي مع الاوضاع الاقتصادية الامر الذي قد يقود البلاد للانزلاق نحو المجهول ودعا الخبراء الي ضرورة ان يكون الحوار سودانيا خالص وان تقوم النخب بمسوؤلياتها في الاجتهاد للوصول الي حالة وفاق وعدم الاعتماد علي الامم المتحدة وغيرها من المبادرات الاقليمية والغربية