لن يفكر مزارع سوداني في زراعة القمح مستقبلا بعد الخسائر الفادحة التي مني المزارعون بها لهذا العام.. الدولة صرفت النظر عن شراء القمح والمزارع المسكين رمي بثقله في زراعة هذه السلعة...
القمح من السلع الاستراتيجية والتي لا غنى للإنسان عنها..
كثير من أنظمة دول العالم الثالث تواجه شبح السقوط بسبب انعدام الخبز.. السودان واحد من تلك الأنظمة وللأسف لم يستفد لامن تجارب الآخرين دوليا ولا من التجارب السابقة محليا..
وزارة الزراعة ووزارة المالية شركا_ في الكارثة والخراب الذي يتعرض له المزارع وليس هذا فحسب بل من المتوقع أن لا يجرؤ مزارع على زراعة القمح مستقبلا..
نحلم بسودان يملك قراره مكتفي ذاتيا بمنتجاته ولكن لا نرى أي خطوات عملية من قبل الدولة تفيد بذلك مع ان كثير من الشباب لجأ للزراعة معلنا تحمله للمسؤولية....
الجميع تفاجأ بتجاهل وزير الماليةلهذه السلعة المهمة..... شراء الوزارة للقمح يعني تشغيل المطاحن المحلية... يعني تمزيق إحدى أهم فواتير الاستراتيجية... يعني توفير الخبز للمواطن وعبر أسهل الطرق.. يعني حماية صحة المواطن من الدقيق المستورد الذي لا ندري هل تعرض لاشعاعات نووية ام كان يعاني سؤ التخزين...
وزير المالية أمامه فرصة نادرة في تمليك هذا القمح للدولة ويقفل باب تسول الآخرين ومن جهة أخرى قفل باب التهريب للدول الأخرى.... كتبنا مرارا وتكرارا عن بعض دول الجوار التي تقتات على مواردنا وتعيد تصديرها لنا في صور سلع أخرى...
متى تعي وزارة المالية أن عطيات الخارج وهباته لن تبني دولة ولن تطيل حكم مسؤل ولكنها تضيع أمة وتهدر كرامة شعب وتوئد وطن