نساؤنا
وبلادنا منتج نسائى بامتياز، ونساؤنا فخر عزتنا ومنعتنا، معهن الأمنة من خوف وجوع، يكابدنا من ازل لبناء أمة لا تغيب ولا تخيب، تتراص منهن فى الذاكرة اسماء تنبت رغم الغياب، حبوبات وامهات كنا هنا ومضين ومنهن تمكث روحا اصيلة نترسمها فى الطرقات، نتسقطها مع مصطفى سيد احمد فى وجوه بنياتنا السمر الداجات ينهبن سكك المعايش شرائف وحرائر، وفى وجيهات حليوة واميرة وابتسامة سامية من وراء احزان دفينة تحكى عن جيل نسائى و قصة قمتها ركن قصى فى الصحافة مربع ٣٠،وحليوة مليكة الزلابية يسامرنى جدها واجتهادها ليحلق وحيدها بين طى السحاب، تطفئ فقاقيع الزيت الساخن وتبرد حشا البطون الجوعى ببصمتها زلابياها ماركتها ونسختها المطورة عن لقيماتنا التقليديات لعشا البايتات والاجواد والضكران،والزلابية المنتشرة فى النواصى والساحات ذكريات باقية من لقيمات فى اذهان من عاصروا اسماء نسوة فى الحلال والفرقان يعددن اللقيمات عجنات ومعجنات ومعه جيل مميز من مختلف انحاء ببلادنا يحفها الظلام حتى تكاد تتحسسه من فرطه، يتبارين فيها وتتميز ايهن لقيماتها ببصمة ومذاق ونكهة يتبينها معصوب العينين ذوقا والاعشى لمسا، ثم حل عصر حليوة استمرارا لجيل المرأة المنتجة المطورة المبتدعة، فمن ينسي زلابية حليوة وقوامها ولدونتها سبب انتشارها وتوسعتها فى أرزاق العاملين واجتذابها لكل الأجيال حتى فتحت فرصا لأخريات من جنسها باتعات وسعن من ابواب التوظيف والعمالة لمثلهن وأسهمن فى الحفاظ على منتج سودانى إرث ونفيس، قد يكون للقيمات غير الزلابية اسماء اخريات فى نواحى بلادنا، وفى دول تسمى شبيهاتها بالعوامات، جيل حليوة حفز شركات الاغذية لانتاج متقدم خصيصا للزلابية مع شاى اللبن المقنن، وشركات اتخذت من شهرة الزلابية بفضل نسائها ساحات للدعاية والإعلان تحت مظلة تجارتها المسهمة فى توظيف الشباب بعد ان كانت قصرا على نسوتها وبعض رجالها، تجارة مربحة غير مكلفة ولا اشهى ولا أشبع، لم يتوقف جيل حليوة المنتج داخليا، فبعد كفاح سخين، هجر منهن المهنة الشريفة وبعضهن اخترن الهجرة مقر وسكن وعمل ينشرن ثقافة الزلابية السودانية فى بلدان وبلدان بشاى اللبن المقنن، فمتى توسعت شركات الغذاء فى صناعة المنتجات السودانية الشعبية بقصدية التصدير لاقت سوقا رائجة فى أسواق خارجية بلغتها صنعة النسوية السودانية التى لا تكف عن العطاء وبمنتهى السخاء،ولو وجدت من يدير عن بعد شغفها للعمل والإنتاج إعتمادا على النفس للامست السماء ونقشت أسماء منها فى الثريا.
وام جمعة
وأم جمعة الاخرى من نسوة بلادى المنتجات بالقرب من مقر وزارة التعليم العالى بالخرطوم حفظا لإرث غذائى فى عرض الشوارع ، طافت بخاطري والعزيز عادل سيد احمد يهاتفنى متوسلا لاجل كليمات يحببهن لاجل عيني الحاجة سكينة وان توسدت الباردة ولابنتيها من لحقت بها ومن تقف سكينة الأخرى فى الركن الأشهر لشوربة الكوارع بالصحافة مربع ٣٠،أم جمعة قادتنى لعوالمها معاملة بالوزارة وقصدت عادل ماكوك إعلامها وعلاقاتها العامة فسحبنى بلطفه لتذوق عصيدة دخنها المليحة ببشرها وترحابها والمملحة بتشكيلة رائعة من طبخاتها الصحيات المغذيات الغنيات بثلة من سلة سودانية غذائية لم نفلح فى تسويقها وتصديرها، ام جمعة امتداد لكفاح النسوية حفاظا على إرث غذائى سودانى، تسببن كما حليوة واميرة فى انتشاره بين الشباب وحضضن كذلك شركات الغذاء للإنتباه لهذه الثروات الغذائية وامكانية اعدادها للصادر حتى تثرى الخزينة العامة بقيم سلعنا المضافة المهدورة حتى يوما فيه تستوزر أم جمعة ، وتتجلى نون النسوة فى مهاتفة عادل سيد احمد وتغزله فى سيرة الحاجة سكينة وركن شوربة كوارعها الأشهر لذة وطعامة وبشاشة بالصحافة مربع ٣٠ حتى بعيد رحيلها قبل سنتين، عادل يغريك بزيارة الركن الليلة للدهشة وقمة الإثارة خاصة بعد المغادرة ويحدثك باعجاب واعزاز باجتذابه لركن الحاجة سكينة رموز المجتمع ويخص شهيد الصحافة السودانية المغدور محمد طه محمد احمد، وكدأب المرأة السودانية الأصيلة وبعد نظرها وحرصها على فضيلة وقيمة الإعتماد على الذات، أعددت نجلتيها الكريمتين عضدا لها واستمرارا من بعدها للركن الذى اشبع وأولم وامتع، فلما ماتت، تواصلت المسيرة بالسكينتين الأخرتين لتموت إحداهن قريبا وما من بد غير توقف الركن فى حدث اشبه بتوقف بث إذاعة لندن عن معجبيها توارثا وتواليا،لم تمت حاجة سكينة والأخيرة بعد إكرام اختها بإقامة فراشا وطعاما، تقف منذ ليلة الثلاثاء الماضية فى ركن شوربة حاجة سكينة الام بمربع ٣٠ الصحافة اسما وتاريخا وسيرة لاتموت ومدرسة فى فن التغلب على الصعاب، تعاود سكينة الاخرى الركن ومعانقة تلك الوجوه ولتشبع البطون بمغالب الصعاب ومقاومة مر الشجن ولهيب الذكريات، اذ هنا لجوارها مقعد مايسترو جلسة الشوربة سكينة الأم وهناك موقف الاخت، نماذج للصبر وقوة التحمل وصور للتأمل والتدبر، وشوربة الحاجة سكينة من وصفية عادل لو امتدت بها الايام لعملت على تجفيفها وتعليبها كما نظيراتها محليات ومستوردات ولكسبت عنهن الجولة شوربة المستورات من يقمن ركنا للحياة والناس بالصحافة مربع ٣٠ ويفتحن آفاقا مسدودة للإستفادة من كل قيم سلعنا وانعامنا المضافة، ومما اعلم ان طلبا فى كل دول العالم يتزايد طلبا لصادر الكوارع علما بفوائدها ممن يعلمون قيمها المضافة، والحاجة سكينة يا لها من سباقة بخلق ركن واسم وتاريخ للشوربة ، فلربما مصنع يقوم لتجفيف شوربة الكوارع فى ركن الحاجة سكينة بالصحافة مربع ٣٠ يتلألأ باسمها إرثا وسفرا.