الأثنين, 21 مارس 2022 11:06 مساءً 0 596 0
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب ..أوووه .. مريم بنت القراى
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب  ..أوووه .. مريم بنت القراى

ينتهرنى لدى كل محاولة صديقى على الصقير وعند كل حوامة حول حمى ذكرى أمى مريم بنت القراى منذ ان رحلت ويدعونى أن ادعها فى حالها وأباعد بينها وخربشاتى التى لن تبلغ منها طولا،الصقير مولع بامه المقبولة فى أُخراها وقد أحسنت فى أُولاها،ولايدعنى صغيرى يزن فى حالى حفيد أمى الاخير فى حياتها الدنيا الغداقة، ذكراها تستقر فى بضعات الصغير وكأنه عايشها كما عايشتها لنصف قرن وزيادة، صديقى حاتم حسن ممن كسروا حاجز الخوف من كورونا وجاءنى معزيا ضاربا باتخاذنا لمدفنها مفرشا،حاتم النبيل ينبهنى عند مغادرته مجلس حزننا بأن يتم الكبر حارٌ وهذا ما افهمه مع صبح كل يوم حامدا ليزن معاصرته لحبوبته مريم بنت القراى سبع سنوات غير قاوٍ على ذكراها وما لقاه عندها يفهم بالفطرة صعوبة تكراره وبالغريزة، بالأمس القريب مررنا سويا وقسريا قرب بيت دنياها وكرنا المهجور يا مريم، يزن يتنبه من بعيد وحال لسان مشاعره ألم تجد غيره يا هذا طريق ثم لاذ فى صمت مهيب حتى نطق بشوق لحبوبته تفيض من منابعه العيون، مالك علينا يا يزن واحتفاؤك بجدتك يزيد وتيرمومتره ارتفاعا ضد عقارب النسيان، محق وما غمرتكم به من فيوض عصية الإستنباع واحمد ربك لم تكن بيننا فى حجر أمومتها فى جنح ليل دميس بلغنا فيه قريتنا ديم القراى من مينائنا وثغرنا الباسم بورتسودان،هذا بعد دورة من زماننا احتملها ابونا ومنها والله نتعلم صبرا واحتسابا ، ليلة عجاجتها كاسرة يعلم خباياها من جرب مدافنها، ما كنا نعلم انها لحظة فارقة ودورة زمانية ومكانية انتقالية اجتاحت كرتنا الأرضية الاسرية ،من خضم لجج البحر وصفو سواحله وسفنه تلك الراسية والماشية والغادية والعابرة ترانزيت صفافيرها تزقزقنا تهدهدنا فى منامنا وصحونا بحى الشاطئ، ببيت والدنا البلال المفتوح المصارع لكل زائر وغاش وماش، أمام عينى المكتحلتين الآوانى المعدنية والأطلسية معبأة بعصيرى الليمون والشعير المثلجين كل اليوم موضوعة فوق طاولة عتيقة خشبية عملاقة أمام متجر الوالد بعمارة الأوقاف القائمة حتى يومنا ببورتسودان تاريخا عُلامه قليل، سبيل لا يكف عن مشربه المارون،يا لهؤلاء الرجال الآباء ويا لهاتيك الأزمان والأمهات، بيت حى الشاطئ إلى أن غادرناه لقريتنا ديم التى بلغناها فى ليلة دهماء بلهاء ما ساورنا إحساس ومثقال خردلة شك أنه بيتنا وللضيوف ملاذ وضل دليب أريح سكن، بالله أى تحمل أم هذا للأزمان بسرائها وضرائها وللأزمات،أمنا مريم بنت القراى كيف تحتمل عزا طبله لا يكف عن النقر وصوته دعوة مشنافة لأذن كل ضيف ويحك أن هلمٌ ولا تلم وبعده تحتمل صبرا بديعا صوت رياحه وعرا ومقره وسكناه سفاية بعد ملاطفة بحرية فوق أريكة مخملية وظل جوافة لا زلت أذكرها ولا أنساه ورفيقات شمسنا عند الإشراق والإغراب امنيات عذاب، مريم بنت القراى أم من جيل امره كل عجب، لم نشهد لها بيتا خدرا، لم نسمع عن غرفة نوم وجلوس والسرائر كما الأرائك متقابلة تزدحم بها الغرف والممرات والباحات هيت للضيوف ان هلموا،بيت يفتحه البلال الطيب للأغراب والاقارب ولا عزاء فيه للغربان التى كانت غاصة بها المدينة الملمحية بين جدائل انكسار الأشعة لدى الأصائل وهبات نسيم البحر خيوطا من الحرائر، بيت تديره الأم مريم بنت القراى منفردة وضيوفه زرافات ووحدانا يتدفقون آلاء والبيت نعماؤه فى ازدياد وخيره غير قابل للنضوب وست البيت من يغنى لها عتيق، رحماك يا أمى وفعلك كم ذا نكتشف صعوبة المحاكاة والتقليد وسعينا لنزقزق طيره أعجمى، ثم بالله عليك كيف كنت تحتملين رتل من وراء رتل من ضيفان وحبان الوالد الملهم طبا للجسد انجع وللروح بلسم، حرف كسرتك أكان من تحت طبقه اطباقا يا ترى غير مرئية والوالد كل ما حل عليه كريم حلول، أرسلنا فى طلب حرف كسرتك فلا تكسرين لنا خاطرا ولا تردين طالبا، تنهضين صبحا ونار عجنة كسرتك قيام مع ذكر السراى والصلاح فوق لديات ثلاث ووقودها عيدان كانها من عود الصندل وأوراق الزعفران، معاودو كل بيت اقمت فيه طرف الميناء او فوق التلة من القرية لم يكن لك لا بحيازة ولا بورق ولا حكر يغدو إليه من يعدو خماصا ويعود بطانا،ثم نحن بالله كيف كنت تحتملين خراقتنا حتى أكملنا دراستنا بلا راع بديل يفكك حرف اللغة ونحن من جيل زمن رعاية للدولة للتعليم ودرس العصر، كنت المتعلمة وكنا الأميين،فمن وراء حجاب مسرحه حافل بالأسرار، عوضت الانتقال من رحاب الميناء لركاب القرية والتراب وكله عندك سيان، انضباطيتك فطرة وسليقة أحكمت اللجام وبها مررنا حتى بلغنا من العلم سفح ذراريهَ من قرية نيونها لمبة ام ضنيب ووقودها جاز دخانه صاخب غير راقص، من أخبرك بأن صحة الإنسان تبدأ من راحة قدميه حتى تبلغ مقلتيه فى قرية دائرتها الصحية شفخانة؟ ووالذي علمك كما اطعم بنت عمران فى المحراب، فان وجباتك من أبسط المقومات والمكونات لا زالت تقيم منا الأود وتصلب الطول وتمكنا من الصمود والبقاء حرصا عسى ولعل ننفع ولدميعات نكفكف ولافواه بين الحياتين نسعى فنشبع،اذكر بكل الإعزاز والإفتخار مع الذات محاضراتك بلا بروفات ومدرجات دروسا للاعتماد على الذات،حضك لنغسل الهديمات، غسل بثلج وبرد من عمر باكر، كنزنا لمواصلة مشوار أصعبه ان الإبتداء كان معك ولدى الانتهاء ها نحن نمشيه دونك من فوق اشواك واشواق عسى يعقبها ذاك الوعد واللقاء بعد الافترار والفرار، لنبرك،تبرك جمالنا وبلوغ الاعالى من سيماء وشمم ليس لنا فيها نصيب ونخيب، ومن علمك نكدح، ما زالت الساقين حمالات من العزم والصبر وبعض من ذاك الغسل، والله نذكر للافواه فاغرين لما نجمع متأخرين بعد المغيب خشية علقة فى صحونا وعند منامنا فلا ننسي الدرس ابدا، ومن علمك، عليك وكل ام فذة حتى يوم اللحاق نترحم، ام مثلك تنتظر مغيب الشمس وبابسط الأدوات الصحية تعكف على شطف كل ما بنا عالق من خراقة الصبا، وسبحان من علمك غسل باطين القدمين حتى يحاكين راحة اليدين وهذه حكمة عرفناها لاحقا من بطون أسفار الصحة والحياة،اية ام كنت بنت القراى غاسلة اقدامنا نحن الجهلاء لنسعى بها خيرا بين الناس،أترانا من بعدك نفعل ام لازلنا نغفل ذاك الدرس والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا من آمن وعمل صالحا وتواصى بالحق والصبر، كلمات اقبلها يا صقير تجرأت بها على المقام الأمى والناس هيجوا بعيد الام ما هيجوا ويزن ما يفتأ يذكرها، أذكرها وقد لحقت بها قبل ايام أختها بنت عمتها لزم السارة بنت عبدالله، ماتت خالتنا علوية عمر الحاج من يعرفها الشمباتة والشفاتة النسخة طبق الاصل لكل ام من ذات طينة الرأفة والرحمة و لين رطيب جنان الرحمانَ.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق